"قوات الفجر".. تنظيم مسلح دربته حماس وتبناه حزب الله

وجود "قوات الفجر" على الساحة اللبنانية ليس جديداً، فهي نشأت عسكرياً عام 1982 ونفذت عمليات ضد إسرائيل خلال فترة الاحتلال للبنان.

بعد العام 2000، اختفى أثر "قوات الفجر" بعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، لكنها برزت مجدداً خلال حرب يوليو 2006 بين حزب الله وإسرائيل، إذ تبنت حينها عمليات عسكرية عديدة.

وخلال الأحداث الحالية، أعلنت "قوات الفجر" مسؤوليتها عن تنفيذ عمليات عديدة ضد إسرائيل، فيما سقط لها عدد من القتلى أبرزهم محمد بشاشة الذي قتل إلى جانب القيادي في حركة "حماس" صالح العاروري إثر غارة إسرائيلية طالتهم في بيروت مطلع العام الجاري.

التنسيق العسكري بين "قوات الفجر" وحركة "حماس" في لبنان ظهر إلى العلن بعد مقتل بشاشة، علماً أن العمل السياسي بين الطرفين عمره سنوات طويلة حتى قبل أحداث جنوب لبنان.

مصادر خاصة لبلينكس قالت إن عناصر "قوات الفجر" تلقوا تدريبات على يد "حماس" في لبنان، وقد حصل ذلك بالتنسيق مع "حزب الله"، خصوصاً في مناطق البقاع في شرق لبنان.

المصادر تقول إن الأسلحة التي حصلت عليها "قوات الفجر" لا تعتبر مؤثرة، فالصواريخ التي تستخدمها "ليست فعالة بشكل كبير"، لكن وجودها ضمن معركة الجنوب ساهم في "تعويم" قوات الفجر وبروزها كلاعب عسكري أساسي.

النشاط الأساسي لـ "قوات الفجر" كان يتركز في بلدات "سنيّة" ضمن جنوب لبنان، أبرزها الهبارية، في حين أن "النشاط العملياتي" لتلك القوات يحصل أيضاً ضمن مناطق خاضعة لحزب الله، مثل ميدون التي تم قتل فيها القياديين في الجماعة الإسلامية مصعب سعيد خلف وبلال محمد خلف.

مصادر مقربة من "حزب الله" تؤكد لبلينكس أن التنسيق قائم مع الجماعة الإسلامية، لكن "لا غرفة عمليات عسكرية مشتركة" بين الطرفين، بل إن التنسيق يقتصر على الإطار العام، وذلك بناء لتواصل يحصل دائماً بين الطرفين.

خلال شهر مارس 2024، وتحديداً في منطقة الطريق الجديدة في العاصمة بيروت، أقامت الجماعة الإسلامية تشييعاً لقتلاها تخلله عرض عسكري.

المشهد هذا تكرر أيضاً في صيدا بجنوب لبنان، خلال تشييع أقامته الجماعة لمحمد بشاشة خلال شهر يناير الماضي.

أما ببنين في عكار والتي حصلت فيها "العراضة الأخيرة"، فتعتبر أيضاً بلدة أساسية بالنسبة للجماعة الإسلامية، وقد كشفت أيضاً عن تواجد مسلّح كثيف لـ"قوات الفجر" فيها.

العراضات التي حصلت وغيرها دفعت بالأجهزة الأمنية اللبنانية إلى توجيه رسائل صارمة لـ"الجماعة الإسلامية"، وتقول مصادر عسكرية لبلينكس إن الجيش كان أبلغ الجماعة بأن المشاهد المسلحة التي حصلت في صيدا وبيروت وببنين "لن يتم التهاون معها"، والمطلوب هو التنسيق لتسليم المخالفين، خصوصاً مطلقي النار.

المصادر نفسها أكدت أن أجهزة الدولة تنتظر انتهاء اشتباكات جنوب لبنان للبحث بشكل مستفيض بملفات "العراضات المسلحة"، سواء تلك التي نفذتها "الجماعة الإسلامية"، أو حتى "حركة حماس" خارج المخيمات الفلسطينية.