حرب روسيا وأوكرانيا.. بين أرض جديدة وأمل المساعدات

كشفت روسيا عن نواياها خلال الفترة الحالية في الحرب على أوكرانيا، التي تتلخص في ضم أكبر قدر ممكن من الأراضي إليها، وتشير البيانات من الدولتين المتحاربتين إلى أن الأهداف الروسية تتحقق بالفعل على أرض المعركة.

قائد الجيش الأوكراني، أولكسندر سيرسكي، قال الأحد، إن قواته تراجعت في 3 بلدات على الأقل في شرق أوكرانيا على طول جبهة القتال.

وترك الجيش الأوكراني في الفترة الماضية العديد من مواقع القتال بعد تقدم القوات الروسية، لكنه يتخذ مواقع بديلة قريبة، أملا في العودة لتوجيه ضربات جديدة بعد دخول الجيش الروسي.

وأشار سيرسكي إلى أن القوات الأوكرانية المنسحبة من البلدات الثلاث، استقرت حاليا في أماكن أخرى ببيرديتشي وسيمينيفكا ونوفوميخيليفكا، دون الكشف بوضوح عن خطة الجيش في الفترة المقبلة.

وأعلنت وكالة "إنترفاكس" للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية، ضم قرية نوفوباخموتيفكا القريب من "أوتشيريتين" التي باتت موقعا محوريا في القتال الروسي الأوكراني خلال الفترة الماضية.

ويسعى الجيش الروسي حاليا للسيطرة على "تشاسيف يار" التي تعد نقطة مهمة أخرى في أراضي المعارك مع الجانب الأوكراني، إذ تسعى روسيا للسيطرة عليها وضمها إلى أراضيها الجديدة.

وكشف مسؤولون أوكرانيون عن نجاح القوات الروسية في السيطرة على ثلثي "أوتشيريتين" بالفعل، على خط المواجهة في منطقة دونيتسك، على بعد 15 كيلومترا فقط من "أفدييفكا" التي استولت عليها روسيا في فبراير الماضي بعد معارك ساخنة هناك.

وعلى الرغم من سيطرة روسيا على أرض أوكرانية جديدة، قال نزار فولوشين، المتحدث باسم مجموعة قوات خورتيتسيا الأوكرانية، إن بلاده تحاصر القوات الروسية، وتعمل على طردها خلال الفترة المقبلة، نافيا خروج الوضع عن السيطرة.

وتنتظر أوكرانيا وصول أسلحة أميركية بمليارات الدولارات في الفترة المقبلة من أجل تقوية دفاعاتها أمام روسيا، وفق صحيفة "ذا موسكو تايمز"، من أجل وضع حد للزحف الروسي في أراضيها، خاصة بعد تزايد الانتقادات من الداخل الأوكراني حول سوء مستوى القدرات الدفاعية التي تسببت في خسائر عديدة مؤخرا.

ونجحت روسيا على مدار الـ26 شهرا الماضية في ضم عشرات المدن والقرى الأوكرانية إلى نطاقها، في اشتباكات أسفرت عن مقتل ونزوح الآلاف، مخلفين وراءهم القوات الروسية فوق أرض أحرقتها الحرب.

أعلنت الخارجية الأميركية تقديم دعم عسكري كبير إلى أوكرانيا، بعد إقرار حزمة جديدة مهمة من المساعدات بلغت نحو 61 مليار دولار.

وطلبت أوكرانيا بصورة عاجلة توفير صواريخ الدفاع الجوي، وذخائر "هيمارس" وقذائف المدفعية، ومركبات مدرعة وذخائر جوية دقيقة، وأسلحة مضادة للدروع، وأسلحة صغيرة، وقطع غيار عسكرية، لتوافق أميركا على توفيرها وإرسالها في أسرع وقت.

وأكدت الخارجية الأميركية أنها ستواصل العمل مع التحالف الدولي الذي يضم 50 دولة حول العالم، من أجل تقديم الدعم الحاسم للقوات الأوكرانية لمساعدتها في التغلب على روسيا.

وأعلنت أستراليا تقديم دعم عسكري جديد إلى أوكرانيا بقيمة 100 مليون دولار، خلال بيان ألقاه وزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مارلز من مدينة لفيف بغرب أوكرانيا.

وزودت أستراليا الجيش الأوكراني من قبل بـ120 مركبة بوشماستر، و6 مدافع هاوتزر 155مم، و56 مركبة مدرعة "إم 113"، و14 مركبة عمليات خاصة، وطائرات دون طيار خفيفة الوزن.

وكشفت المملكة المتحدة عن إرسال مساعدات عسكرية جديدة إلى أوكرانيا بقيمة 580 مليون يورو، تشمل العديد من صواريخ المدى الطويل، وملايين الذخائر النارية لمختلف أنواع الأسلحة.

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، عن تحريك المساعدات الجديدة باتجاه الأراضي الأوكرانية، خلال لقاء مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء الماضي.

وتستمر الدول الأوروبية في إرسال المساعدات إلى أوكرانيا المقدرة بمليارات الدولارات، منذ اندلاع الحرب، لكن الولايات المتحدة تتفوق في المساعدات العسكرية، وتتميز بوتيرة سريعة في إرسالها.

مع تفاقم الأزمة في الأراضي الأوكرانية، وإصرار الجيش الروسي على التقدم واكتساب أراض جديدة بصورة شبه يومية، وحشد أوكرانيا على الجهة الأخرى للمعدات العسكرية الغربية تمهيدا للرد القوي، تبدو الحرب وكأنها لن تنتهي قريبا.

ويرى المحلل العسكري والعقيد السابق في الجيش الأوكراني، سيرهي هرابسكي، أن روسيا ستواصل العمل لضم أراض جديدة، على رأسها "تشاسيف يار"، إذ يعتبرها مفتاح المعارك الشاملة طويلة الأمد خلال الفترة المقبلة.

وأشار في تحليله لصحيفة نيويورك تايمز إلى أن المعركة المقبلة لضم "تشاسيف يار" قد تستغرق أسابيع طويلة، مشيرا إلى أن أوكرانيا تنتظر المساعدات العسكرية الأميركية، من أجل إعادة بناء خطوط الدفاع المتهالكة والاستعداد للمعركة الأخطر للدفاع عن تشاسيف.

واندلعت الحرب الروسية الأوكرانية يوم 21 فبراير 2022، لتدخل الشهر الثالث من عامها الثالث دون أي مؤشرات أو بوادر لنهايتها، ومع غياب فرص التوصل لحلول دبلوماسية أو مفاوضات لوقف إطلاق النار.

وتوقعت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، استمرار الحرب الروسية الأوكرانية خلال العام الجاري، مع الإشارة إلى أن عام 2025 قد يكون مناسبا لوقف القتال.

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن زيادة الإنفاق الدفاعي العسكري لحلف شمال الأطلسي "ناتو" سيسهم في تقوية الجيش الأوكراني في حربه الدفاعية ضد روسيا التي تزداد معاناتها الاقتصادية مع استمرار الحرب عاما بعد عام.

ومع دخول الحرب عامها الرابع، ستصبح ضمن أطول حروب العصر الحديث، إذ استمرت الحرب العالمية الأولى لمدة 4 سنوات بين 1914 و1918، وظلت النيران مشتعلة خلال الحرب العالمية الثانية لمدة سنوات بين 1939 و1945.

وتأمل أوكرانيا في إنهاء الحرب قبل أن تدخل عامها الرابع، إذ يشعر الشعب الأوكراني بانعدام الثقة والتوتر والخوف من المستقبل بسبب استمرار الحرب في أراضيهم للعام الثالث تواليا.