كيف ترد إيران على إسرائيل؟

مع التحركات والتأهب الأميركي والإسرائيلي للرد الإيراني على قصف قنصليتها وقتل محمد رضا زاهدي، نشرت وكالة مهر خبرا عن إغلاق المجال الجوي للدولة ليرتبك الجميع.

مع التحركات والتأهب الأميركي والإسرائيلي لرد إيران على قصف قنصليتها وقتل محمد رضا زاهدي، نشرت وكالة مهر خبرا عن إغلاق المجال الجوي للدولة ليرتبك الجميع.

بعد فترة وجيزة حذف الخبر وخرج وزير الدفاع محمد رضا آشتياني لينفي الأمر برمته.

في الوقت نفسه يتحرك المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون للاستعداد للرد على طهران، فيؤكد وزير الخارجية بلينكن لوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الوقوف إلى جانب إسرائيل، وهو ما أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن للرأي العام أيضا.

أيضا، ذهب قائد القيادة المركزية الأميركي إيرك كوريلا إلى إسرائيل للتنسيق، بحسب أكسيوس، وبالتالي فإن إسرائيل وحلفاءها قد حصلوا على وقتهم الكافي للاستعداد لصد ما ستقوم به إيران.

لكن الأمر الذي يطرحه بعض الباحثين هو احتمالية رد طهران بصورة مفاجئة في وقت قد يعتقد فيه البعض أنها لا ترد، وهو ما يشير إليه الباحث في معهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح، عبد الرسول ديفسالار.

ويشير الباحث في منشور له على إكس إلى أن إيران تهدف إلى وضع إسرائيل في خوف دائم من الرد الانتقامي على المدى القصير، لكن المنطق العسكري يشير دائما إلي اتباع عنصر المفاجأة، وهو ما ذكرته إيران عدة مرات.

ويضيف أنه يحتمل أن يكون توقيت الرد مختلفا عما تفترضه أميركا.

خلص تقييم استخبارات الولايات المتحدة وحلفائها أن الرد الإيراني ليس بالضرورة أن يأتي من لبنان عبر حزب الله المدعوم من إيران، وأن الهجوم أصبح وشيكا.

وتقول مصادر لبلومبرغ إن الأمر ينظر إليه على أنه مسألة وقت وليس إذا ما كانت ستقوم بذلك أم لا، وأن ذلك سيحدث من خلال الصواريخ عالية الدقة والطائرات دون طيار.

ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن أي ضربة إيرانية ستستهدف على الأرجح مباني عسكرية وحكومية، وليس أهدافًا مدنية، بحسب تلغراف.

وقد يمثل الأمر اتساعا كبيرا في الصراع المستمر منذ ستة أشهر وفقا للمصدر ذاته.

ويرجح أن تنظر طهران إلى مثل هذا الهجوم باعتباره أفضل فرصة لاستعادة قدرتها على الردع وإظهار أن إسرائيل لا تستطيع مهاجمة القادة الإيرانيين دون عقاب، لكنه ينذر برد واسع من جانب إسرائيل على مقتل مدنيين أو عسكريين، بحسب أتلانتيك كاونسل.

ويفسر ذلك ما صرح به وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس على إكس، أن رد بلاده على الضربة الإيرانية سيكون داخل إيران حال كانت الضربة داخل إسرائيل.

بحسب أحد المسؤولين الأميركيين لشبكة ABC الإخبارية، فإن إيران يمكن أن تختار الرد المتناسب باستهداف منشأة دبلوماسية إسرائيلية، لتتشابه مع القنصلية التي استهدفت في دمشق أو ضرب إسرائيل مباشرة.

وتشير التقديرات إلى أن أصول إسرائيل الإقليمية معرضة لخطر كبير، بحسب مسؤول أميركي آخر للشبكة الإخبارية.

ويفسر ذلك تحذير مستشار المرشد الأعلى الإيراني للشؤون العسكرية، رحيم صفوي، أن السفارات الإسرائيلية لم تعد آمنة.

قالت مصادر لشبكة CNN الإخبارية الأميركية، إن الاحتمال الأوقع أن ترد إيران على الضربة الإسرائيلية من خلال وكلائها في المنطقة لا بنفسها.

وأشارت المصادر إلى أن طهران تشعر بالقلق من تصعيد القتال، ولا تريد إعطاء واشنطن أو حلفائها ذريعة لمهاجمتها مباشرة، وفي الوقت نفسه لا تبدو إيران أو الميليشيات التابعة لها في المنطقة مستعدة لمهاجمة القوات الأميركية للأسباب نفسها.

لكن في الوقت نفسه فإن المخاطر التي تنطوي على استخدام هذه الأذرع تتمثل في التأثير على صورتها في المنطقة وقدرتها على ردع إسرائيل.

على الجانب الآخر، قد تستخدم إسرائيل الأمر ذريعة لشن حرب أوسع نطاقا ضد حزب الله، وهو ما يؤدي إلى مزيد من التصعيد، لينتهي الأمر في النهاية أيضا إلى حرب إقليمية لا تريدها طهران، بحسب أتلانتيك كاونسل.